أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة
صحيفة امريكية تروي تفاصيل من معاناة جرحى المقاومة وقوات هادي الذين نقلوا للعلاج في السعودية
يمنات – خاص
ترجمة خاصة بـ”يمنات”
قالت صحيفة “الواشنطن بوست” إن الفصائل المتحاربة في اليمن تسعى نحو التفاوض، في حين بلغ اليأس بالجرحى الذين نقلوا للعلاج في السعودية إلى درجة أوصلتهم لتسول الصدقات، في الوقت الذي تستضيف فيه السعودية القيادات السياسية في فنادق خمسة نجوم.
و أشارت أن هناك صعوبات أكبر بكثير من تلك التي يواجهها عشرات من الجنود و رجال الميليشيا الجرحى الذين تمكنوا من الوصول إلى الرياض. معتبرة أن وضع جرحى الحرب مجرد نافذة صغيرة إلى البؤس الذي سيستمر عندما ينقشع الصراع في اليمن في نهاية المطاف. و قالت الصحيفة: ستكون حياة هؤلاء الجرحى مقطوعة من أرض المعركة.
و نقلت عن الجريح، محمد فرحان، البالغ من العمر 36 عاما، و هو مقاتل يمني أصيب بيده، أن القيادات تعيش ترف فنادق الرياض. و تساءل: “لكن هل هناك شيء بالنسبة لنا؟”. و تابع: “نشعر بشيء أسوأ من الخيانة، نشعر بغربة بدون صوت”.
و قالت الصحيفة: في وقت سابق، نقل “فرحان” و ثلاثة من أوائل المحاربين من جرحى الحرب في اليمن،الذين قاتلوا إلى جانب قوات حكومة هادي إلى الحدود السعودية.
و أضافت: مقاتلون آخرون أصيبوا في حرب اليمن يعيشون الآن في الرياض في أحد المباني، في محاولة للحصول على المساعدة الطبية، و يعيشون على وجبات مجانية. غير أنهم غاضبون لشعورهم بالإهمال.
و تابعت: تمكن أكثر من 100 من الجنود و رجال الميليشيا اليمنيين الجرحى من الوصول إلى الرياض. بهدف الحصول على الرعاية الصحية في المستشفيات السعودية.
و أشارت الصحيفة، أن الجرحى كانوا يحلمون بالحصول على الرعاية الصحيفة بمجرد خروجهم، لكن، المساعدة الطبية أصبح من الصعب الحصول عليها، كما يقولون.
و كشفت أن مؤسسة خيرية سعودية تدفع إيجار الشقق التي يقيم فيها هؤلاء الجرحى، لكن مساعدات الحكومة السعودية لم تظهر حتى الآن. معتبرة أن هؤلاء الجرحى يبحثون عن الملابس المهملة من السعوديين، و يحصلون على وجبات مجانية من المطاعم اليمنية في السعودية.
و نوهت إلى أن الجرحى يطالبون بضمهم إلى السلك العسكري و منحهم رواتب عسكريين بسبب إصاباتهم.
و أكدت أنهم يحاولون لفت انتباه حكومة هادي الذي تدعمه السعودية. لافتة إلى أنه هادي الذي عاد إلى عدن في سبتمبر الماضي، لا يزال مكان اقامته سري.
و أشارت أن الجريح فرحان تعرض لتمزق في معدته و كسور في ساقيه، جراء إصابته بشظايا قنبلة، في مايو الماضي، أثناء ما كان يقاتل مع الميليشيات الموالية لـ”هادي” في مدينة تعز الجنوبية.
و أوضحت أنه نقل إلى الحدود السعودية بسيارة إسعاف على أمل، أن يتلقى رعاية طبية أفضل. و انتهى به الأمر في قسم الجراحة بمستشفى الرياض.
و أضافت: نقل فرحان، بعد خروجه من المستشفى إلى مبنى سكني. حيث يعيش جرحى يمنيين آخرين.
و قال فرحان لـ”واشنطن بوست” و هو يشير باصبعه إلى عصاه التي يسير عليها: منذ ذلك الحين، كنت وحدي. انه نفس الشيء بالنسبة للآخرين.
و نقلت عن الجريح “مراد سنان” (23) عاما. إنه أصيب بنيران أسلحة رشاشة استهدفت نقطة تفتيش. و أن احدى الرصاصات أصابت عموده الفقري، ما سبب له شلل جزئي في جنبه الأيمن، و هو ما يتطلب علاج مستمر.
و تابع: الرصاص لا تزال في جسمي، أنا خائف أن شيئا ما سيحدث و لن أكون قادرا على السير على الإطلاق.
كما نقلت عن “أحمد رشدي”، 26 عاما، مهندس معماري، من الذين قاتلوا مع الميليشيات، و أصيب في بطنه بشظايا و يعيش في ألم مستمر.
و عن الجريح طاهر الهدار، 38 عاما، قالت الصحيفة، إنه تعرض لتلف في الأعصاب بعد تعرضه لقذائف هاون.
و نقلت عنه، أنه حرم و أخرين من متابعة العلاج في المملكة العربية السعودية، مثل العمليات الجراحية لإزالة شظايا، أو العلاج الطبيعي. و أن هناك المئات من الحالات المشابهة.
و قال هدار، للصحيفة: لقد حاربنا من أجل الكرامة .. نحن نريد فقط أن نعيش بكرامة الآن و الحصول على المساعدة التي نستحقها. أنا لا أعتقد أن هذا طلب كثير.
و نوهت الصحيفة، أن المسؤولين السعوديين لم يستجيبوا لطلبات الحصول على تعليق. لكن ميرفت مجلي، و هي عضوا في الوفد السياسي اليمني في الرياض، أكدت أنها لا تملك نفوذ للمطالبة بالرعاية الصحية في الرياض. و أن هؤلاء الجرحى بحاجة للمساعدة. مشيرة إلى أنهم قاتلوا إلى جانب السعودية، وينبغي أن يعاملوا مثل الجنود السعوديين.
و تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 3500 مدني قتلوا في اليمن منذ بدء الغارات الجوية السعودية في أواخر مارس اذار. و ذكرت مصادر أخرى أن عدد القتلى أعلى من ذلك.
و أكدت أن الإصابات واضحة للمقاتلين .. و قد نقل العديد من جرحى القوات الموالية لـ”هادي” إلى الأردن للعلاج.
و ختمت الصحيفة بما قاله الجريح فرحان: سنظل نتعايش مع هذه الإصابات بقية حياتنا.
المادة نشرت هنا